.

.

Saturday, December 21, 2013

السجادة الحمراء

في رواية "لا تطفيء الشمس" لإحسان عبد القدوس، مات الأخ الشاب الوسيم - قام بدوره أحمد رمزي في الفيلم المأخوذ عن الرواية -  في حادث سيارة. وعند ذهاب أخته للجامعة بعد الحادث بأيام، شعرت إنها نجمة سينمائية.
في كل خطوة كانت تلمح العيون التي تتفرس بها، كانت تسمع همساتهم "دي أخت الشاب ال مات في الحادثة". وانعكس عليها ذلك رغم الحزن، فأخذت تتحسس خطواتها وكأنها تسير على السجادة الحمراء.
وهكذا تقاس درجة نجومية ولمعان شخص ما بدرجة قربه من الشخص محور الحدث. ومع الوقت ينزوي الشخص/المحور في مقابل لمعان الشخص التابع له.
لماذا يحرص الكثيرون على عرض صورهم مع الشخصيات العامة المتوفاة للتو؟ من مات فقد مات وإنتهى الأمر ولكن الشخص التابع سيبقى في الذاكرة، هذا من كان في الصورة مع العم فلان الشاعر أو المفكر علان.
وكذلك يكون الوضع في الأفراح. تكون صديقة العروس أو أختها في نفس أهمية العروس نفسها. وتبقى الفتيات الغير صديقات عن قرب في الخلفية يشعرن بدونيتهن وعدم حاجتهن للرقص وللمشاركة الفعالة، لأن الصديقات الحقيقيات سيقمن بالواجب ولن يسمحن لهن بأخذ أماكنهن.
في فرح صديقة ما، كنت في الخلفية، لا أشعر بحاجتي للمشاركة لأني لست من المقربات. وقد أصبحت من البعيدات منذ زمن. تمايلت برفق على جارتي التي لا أعرفها بشكل جيد لأخبرها أني لم أكون دوما هكذا. لقد كنت دوما من النجمات، بل أني كنت عروسا ذات يوم ورقصت بالسكين بعد أن انتهيت من تقسيم كعكة العرس. واعتبر مصور الفيديو أن هذا رقص غير لائق بعروس جميلة مثلي، فقام بقص هذا المشهد من الفيديو. 
كان ذلك مبهج في حينها، ولكن المحزن في الأمر أني سأبقى ما بقى من عمري أحكي لجاراتي في الأعراس عن تلك الواقعة، رغم جلوسي على أبعد طاولة عن  كوشة العروس، وارتدائي فستان غير عابيء بالمناسبة التي جُلب من أجلها. وفي خيالي، أعلى فص مخي الأيسر، أرى نجمة تسير على السجادة الحمراء.