.

.

Thursday, January 23, 2014

شارع به قضبان


كاد عقلي أن يستسلم لفكرة السبات العميق التي أحاول أن أقحمها به منذ عدة ساعات. ولكني سمعت فجأة صوت صافرة قطار تقترب. فنهضت مسرعة متوجسة من هلوستي التي تزايدت كثيرا في الآونة الأخيرة.
ولكني وجدت قطار حقيقي واقفا تحت شرفتي، قطار قديم تبعث من مقدمته الأدخنة. نزل الركاب منه في هدوء، وأدركت إنهم نياما من مشيتهم المترنحة. ولكن صاح بهم رجلا يبدو أن عقله عنيدا مثلي ولم يستسلم للنوم؛ أن هذه ليست محطتهم!
وثارت جلبة بين المترجلين والنوم لا يزال يداعب جفونهم. فأخرج السائق نصفه الأعلى من نافذته ليستكشف الأمر.
ثم ظهرت عليه علامات التردد والشك عندما رأى البنايات الجميلة المتراصة في قبح. ثم نظر إلى الطريق فلم يجد القضبان وتذكر أن قطاره في إمكانه السير على الرصيف أيضا.
عاد لمساعده ليتأكد إذا كان قد غفا فخرج القطار عن مساره؟ ولكن المساعد لم يفيده بشيء. وأخبره إنه كان مشغولا بالنظر لجانب الطريق ليشاهد البحر. هرش السائق شعره محاولا تذكر إذا كان يمر مسار هذه الرحلة بمحاذاة البحر أم لا؟
زادت الضجة، وخاف السائق من شكوى الركاب فتضيع علاوته السنوية! فخرج إليهم لتهدئتهم.
لم يجد أحد يستطلع منه الأمر سواي. فسألني هامسا: أين نحن؟ جاوبته بصوت منخفض إنني لا أعرف تحديدا ولكن يبدو لي إنكم في المكان الخاطيء.
نظر إلى في تفهم ثم سألني عن نهاية الرصيف، فأخبرته أن الرصيف ينتهي بعد 100 متر ولا يوجد غيره في ذلك المكان.
فأدرك إنه لن يستطيع السير بقطاره هنا وعاد ليسأل الرجال من الركاب المشورة. وبعد مناقشات طويلة، قاموا بإدخال السيدات والأطفال إلى العربات، بينما حمل الرجل القطار فوق أكتافهم وعادوا أدراجهم من حيث جاءوا. بحثا عن شارع به قضبان.

No comments:

Post a Comment